أمَّ المسجد الأقصى المبارك في ليلة القدر، التي توافق السابع والعشرين من شهر رمضان، مئات الآلاف من المسلمين، حيث امتلأ المسجد بكامل مصلياته وساحاته وأروقته بالمصلين الذين قدموا من الأراضي الفلسطينية ومن العديد من الدول العربية والإسلامية.
وقد قدرت دائرة الأوقاف الإسلامية عدد الذين أدوا صلاتي العشاء والتراويح في تلك الليلة بحوالي 180 ألف مصلٍّ.
وقال الشيخ عزام الخطيب مدير أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك لوكالة معا أن المصلين توافدوا الى الاقصى منذ ساعات الظهيرة، وتم إعداد برامج لإحياء ليلة القدر.
وقال الشيخ أن كافة موظفي الأوقاف الإسلامية ولجان النظام والكشافة قاموا بتوفير ما يلزم للمصلين لإحياء ليلة القدر، وقاموا بتنظيم صفوف المصلين الرجال والنساء وخروج ودخول المصلين من وإلى الأقصى.
وقال الشيخ عزام الخطيب أن دائرة الأوقاف عملت منذ شهرين قبل رمضان لتوفير ما يلزم للوافدين الى الأقصى في هذا الشهر الفضيل "النواحي الدينية، الصحية، النظافة، الافطارات، وليلة القدر".
وأعدت دائرة الأوقاف الإسلامية لهذه الليلة العديد من البرامج الدينية، وكان أبرزها صلاة "قيام الليل". وتناوب أئمة المسجد الأقصى على أداء صلاتي العشاء والتراويح وصلاة الوتر.
وكانت الأجواء الروحانية في المسجد الأقصى في مصلياته وأروقته وساحته وخيام المعتكفين ، من الصلوات الجماعية والفردية، وحلقات الذكر والدروس الدينية التي أضاءت المسجد الأقصى .
وكان معظم المصلين من أهالي الداخل الفلسطيني والقدس والمسلمين الأجانب، بينما كانت أعداد المصلين من أهالي الضفة الغربية قليلة بسبب القيود المفروضة والإجراءات المرتبطة بدخولهم إلى القدس، لكنهم تحدوا الإجراءات المقيدة لهم وتمكنت أعداد من الدخول والصلاة في الأقصى، بينما يتواصل منع أهالي قطاع غزة منذ سنوات من دخول القدس والصلاة في الأقصى .
وازدحمت أزقة القدس وساحاتها بالمصلين الذين يتوافدون من مختلف المناطق، سواء من داخل فلسطين أو من الخارج، رغم الصعوبات والقيود المفروضة على حرية التنقل.
وللعام الثاني على التوالي في ليلة القدر وكل جمعة في شهر رمضان تفرض على أهالي الضفة الغربية عدة شروط للوصول الى الأقصى تتمثل بوجود "بطاقة ممغنطة" وتصريح من "تطبيق المنسق"، تصريح محدد لأوقات معينة فقط، وكل شخص عليه العودة إلى الحاجز الذي خرج منه لتسجيل "البصمة" للتأكد من عودته إلى الضفة. وأُقرَّت بعض القيود على الأعمار، حيث تم منع دخول الرجال الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا، والنساء اللاتي تقل أعمارهن عن 50 عامًا، ومن هم دون ال12 عاماً يجب أن يكون معهم مرافق.
وفي مقابلات مع أهالي الضفة الغربية ، اوضحوا أن العراقيل كانت أمامهم صعبة وعديدة منذ اللحظة الأولى للحصول على تصريح حتى وصولهم الأقصى، حيث احتجزوا لساعات على حاجزي قلنديا وبيت لحم، وسمح لهم بالدخول والمرور بعد الساعة الرابعة ووصل معظمهم إلى الأقصى تزامنا مع آذان المغرب.
ومنذ ساعات عصر الأربعاء، انتشرت شرطة الاحتلال بعناصرها المختلفة في كافة الطرقات والشوارع المحاذية للبلدة القديمة المؤدية إلى الأقصى. كما تم إغلاق العديد من هذه الطرقات ومنع سير الحافلات والمركبات، بينما تم تخصيص مناطق معينة للحافلات التي تقل المصلين.
الكلمات الدلالية :
